طول عمرنا يابنات وإحنا معروفين بالكلام الفاضى عمال على بطال. "سوسو فرقع جىجى.." و "علانة إجوزت علان.." و "الموضة اليومين دول..".. إلخ.
وإن جينا للتطور الطبيعى للكلام راح نمشى لحد ما نوصل لحلل المحشى وطاجن البامية.. والعيال والمذاكرة.. والجوز الطفشان م البيت.
البنت عندنا فى مصر تتربى من صغرها على قاعدة واحدة مسلم بيها أبدياً: "ظل راجل ولا ظل حيطة.."
أول ما تتولد وأمها تقعد تحكيلها عن ليلة فرحها والفستان اللى ح تلبسهولها بإديها.. وتفضل تحلم بالشاطر حسن والطرحة البيضة. ويسلموها عهدة الأشغال الشقة المنزلية، طبخ وكنس.. تنفيض وتلميع.. مسح وكوى... يوووه.. كل دة عشان تستعد لعدلها إللى فى إنتظاره..
وللأسف يجى المنتظر وهى زى ما هى. لا مخها إتنضف.. ولا هى إتطورت. مخها كهف مهجور هرب منه النور.
وبعدين ح يجى العيال وتبدأ دوامة مدارس العيال.. ولبس العيال.. وخناقات العيال.. ويظهر لها فى الأفق بقى أكبر عيل ممكن تقابله فى حياتها كلها. ويحصل حاجة من إتنين: يا الجوز يعقل.. يا هى تتجنن ويخلصوا م الآخر..
سنة ورا سنة والعيال تتخرج من الجامعة وتبدأ الهموم م الأول.. الكبير خلص جيش ولا لقاش شغل.. والصغير متنيل بيحب و عايزين ندورله على شقة.. والبت بقى نكسرلها ضلع لتفلت مننا لحد ما يجلها عدلها ونسترها.
وتبدأ البنت نفس رحلة أمها.. من آهات المرايات والشبابيك.. لوجع قلب كل ساعة وكل دقيقة فى اليوم...: "بتكلمى مين؟".. "خارجة ليه وراجعة إمتى؟".. "إنت عايزة تفضحينا..".. "إمشى إنجرى على أوضتك.."
لكن المشكلة –لاء الكارسة الكبرى- : مفيش جواز.. البنت ح تعنس عندنا
ويبقى بدل النار نارين.. نظرة الأهل لبنتهم غير نظرة المجتمع. نظرات كلها ضحكات فارغة، كإنها بتنهش فى كلها. تخليها عايزة تخرج من دايرة أجبرت تدخلها. وكل ذنبها الوحيد إنها بنت.